حلف وارسو (معاهدة الصداقة والتعاون والمعونة المتبادلة)
1- نشأة الحلف
منظمة عسكرية أُسست في أيار عام 1955م ؛ لتواجه تهديدات أعضاء حلف شمال الأطلسي. وكان من أبرز أسباب إنشائها انضمام ألمانيا الاتحادية لحلف شمال الاطلسي، وقد وقّعت: ألبانيا، وبولندا، وتشيكوسلوفاكيا، والمجر (هنغاريا)، وألمانيا الديمقراطية (الشرقية سابقا)، ورومانيا، وبلغاريا، والاتحاد السوفيتي ميثاق حلف وارسو، باسم "معاهدة الصداقة والتعاون والمعونة المتبادلة" ، في مدينة وارسو عاصمة بولندا، وإليها نُسب الاسم.
* برأيك، لماذا احتجت دول أوروبا الشرقية على انضمام ألمانيا الاتحادية في حلف شمال الأطلسي؟
لم توقع الصين على المعاهدة، لكنها تعهدت بدعم الأعضاء في الحلف، كما انسحبت ألبانيا من الحلف في عام 1968م.
وقد نصّ ميثاق حلف وارسو على أن يكون مفتوحا لانضمام الدول المحبة للسلام كافة، بغض النظر عن نُظُمها السياسية والاجتماعية، وتشترط الإجماع لقبول عضوية الدولة الجديدة.
2- أهداف الخلف
قامت دول أوروبا الشرقية، بزعامة الاتحاد السوفييتي، بتشكيل حلف وارسو؛ لتحقيق مجموعة من الأهداف ولتتعرّف أبرزها، تأمل الشكل (4 – 4) :
أهداف حلف وارسو
* إقامة قيادة عسكرية موحدة.
* الدفاع الجماعي ضد أي هجوم عسكري تتعرّض له أيّة دولة من دول الحلف.
* مواجهة الأحلاف الغربية، وفي طليعتها حلف شمال الأطلسي.
* فكّ الحصار السياسي والعسكري والاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية على الكتلة الشرقية.
3- انهيار حلف وارسو
شهد العالم منذ منتصف الثمانينيّات من القرن العشرين العديد من التحوّلات التاريخية الكبرى، على صعيد الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية، وقد أثرت هذه التحوّلات في العلاقات الدولية.
وفي هذا السياق يمكن القول إن عام 1990م يُعد الحد الفاصل بين زمانين لكل منهما ملامحه التي تختلف كليّا عن الآخر على المستويات الإقليمية والدولية.
كان انهيار الحلف نتيجة لتداعيات كثيرة بدأت منذ عام 1985م عندما تولّى الرئيس السوفييتي السابق غورباتشوف السلطة في الاتحاد السوفييتي، وأعلن مبدأين في سياسته الجديدة، هما :
أ- البيرسترويكا : (وهي كلمة روسية تعني إعادة البناء). وتضمنت محاولة إصلاح جذرية للبنية الاقتصادية من خلال التخلّي التدريجي عن سياسة الاقتصاد الموجه، وإعطاء استقلال أكبر للقطاع الخاص، فصدرت قوانين عدة تؤكد أهمية حاجات الأفراد الأساسية من خلال تشجيع المبادرة الفردية، وتحقيق إصلاحيات جذرية في الزراعة، وتحسين الخدمات الاجتماعية القائمة، ودعم المؤسسات الاقتصادية.
ب- الغلاسنوست : (وهي كلمة روسية تعني الشفافية والانفتاح). أعلن غورباتشوف عن اعتماده هذه السياسة؛ أي الشفافية التي تسمح باتخاذ إجراءات التحرر السياسي، وتفتح المجال أمام دمقراطة المجتمع السوفييتي.
غير أنّ سياسة غورباتشوف فشلت في إيجاد نظام أكثر تطورا، كما انتقلت عدوى الإصلاح إلى دول أوروبا الشرقية، وبدأت النزعة الانفاصالية تظهر بين الجمهوريات السوفييتية من ناحية، ودول حلف وارسو من ناحية ثانية.
وكان عام 1989م عام بداية تسارع التغيرات؛ إذ اقتحم المواطنون فيه سور برلين، وفي العام الذي تلاه 1990م هُدم السور، وأعلنت الوحدة الألمانية وبدأت الجمهوريات السوفييتية بإعلان نفسها دولا مستقلة، مستغلة الفوضى السياسية في الاتحاد السوفييتي ، وهذا ما سهل على دول حلف وارسو التحلل من التزاماتها في الحلف، إلى أن أعلنت روسيا في عام 1991م حلّ الحلف رسميا.