التزم الأردن بالعروبة والوحدة العربية، وكان على الدوام يسعى إلى تحقيق حُلم الوحدة العربية، وتأسيس دولة عربية واحدة، وربط العرب بسلسلة من المنجزات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، تجعل من الشعوب شعبًا واحدا في إطار المصلحة العربية، والالتزام بالعمل العربي المشترك وآليات تفعيله وتطويره؛ ليواكب مع متغيّرات العصر.
وقد سعى الأردن إلى حماية الأمن القومي، والحفاظ عليه من خلال:
1- الدعم الكامل لشعب فلسطين، والمساندة التامة لمثّليه الشرعيين في جهودهم على الصعيدين القومي والدولي، ومن أجل استعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.
2- السعي الدؤوب مع الصادق إلى إقامة علاقات حًسن الجوار بين الأردن وسورية ولبنان والعراق والسعودية وفلسطين.
3- الوقوف مع الصفّ العربي دائما في الظروف كلّها، والدفاع عن القضايا العربية في أحلك الأحوال ممّا جعل هذا البلد (الأردن) المحدود والمساحة والموارد يلعب دورا سياسيا كبيرا في المنطقة العربية والعالم، ويحظى باحترام الجميع.
4- الدفاع عن النظام العربي ضدّ ثورة رشيد علي الكيلاني في العراق في الأربعينيّات من القرن العشرين والوقوف مع النظام الشرعي في سلطنة عمان ضدّ الشيوعين.
5- التمسّك بالنهج القومي الحرّ المستقل؛ إذ كان الأردن طليعة العاملين من أجل تحقيق آمال الأمة العربية في الوحدة.
6- المشاركة في تأسيس الجامعة العربية، ومجلس الوحدة العربية، والسوق العربية المشتركة. فضلا عن أنه عضو مؤسس في مجلس التضامن العربي.
7- تأكيده حل المشكلات العربية ضمن البيت العربي؛ إذ إنّ سياسته تنبع من إيمانه بأن العرب أمة واحدة، بل أسرة كبيرة تشدّ أفرادها بعضهم إلى بعض صلات الدّم وروابط الروح وآمال المستقبل.
8- تنقية الأجواء العربية من أجل تحقيق التضامن العربي، وإقامة علاقات قومية بين الأقطار العربية، والدفاع عن قضايا العرب العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتمسّك بالنهج القومي؛ إيمانا بوحدة الموقف والمصير والتطلّعات المشتركة لأبناء الأمة العربية. وفي هذا الصدد حرص الأردن على انتهاج سياسة تتسم بالواقعية والفهم الموضوعي للمتغيرات السريعة المتلاحقة في عالمنا المعاصر، وتستوحي في المقام الأول الانتماء العربي باعتباره جزءا لا يتجرأ من الوطن العربي الكبير؛ فقد لعب الأردن دورا بارزا في تقريب وجهات النظر العربية المتعددة حيال القضايا العربية التي مرت بها الأمة العربية، مؤمنا بأن الأردن العربي جزء من الأمة العربي الكبيرة؛ فقد وقف إلى جانب اشقّائه في كل مكان في الوطن العربي، وجاهد لتعزيز عرى الصداقة والاخوة وتوثيقها مع الدول العربية كلّها، وبناء الثقة والتعزيز والتعاون معها في شتى المجالات، فكان دأب جلالة المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال ومن بعده جلالة الملك عبدالله الثاني ابنِ الحسين تعزيز علاقات الأردن وتوثيقها مع مجلس التعاون الخليجي، ومجلس التعاون المغاربي، والدول العربية المجاورة، وتنميتها في شتى المجالات. ومن هذا المنطلق سعى جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال زياراته المتكررة للدول العربية الشقيقة، إلى تنسيق المواقف والتشاور بين البلدان العربية. كما حرص على حضور مؤتمرات القمّة العربية كافة، وكان على الدوام فاعلا نشطا يعمل من أجل المصلحة العليا في إطار من الحكمة والعقلانية والواقعية، وقد أكد جلالته في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الرياض على الاهتمام الموصول بالقضايا العربية؛ إذ قال:
"لقد تعاطى الأردن مع قضايا أمته وواقعها من وحي دوره التاريخي وواجبه القومي في مساندة الأشقاء ومناصرة الإخوة، وما طلبنا إلا رفعة أمتنا واستقرارها وازدهارها، وحرصنا كلّ الحرص على ترسيخ الاحترام لسيادة كلّ دولة من دولنا الشقيقة ورفض التدخّل في شؤونها أيّا كان مصدره. وقد كانت القضيّة الفلسطينية على مدى تاريخها قضيتنا القومية الأولى. وتجسيدا لهذه المبادئ التي نؤمن بها، فقد خاطبنا العالم مؤخرا في الكونغرس الأمريكي، وركّزنا في خطابنا على ضرورة إيجاد حلّ عادل ودائم للقضية الفلسطينية، التي ما زالت تشكّل قضية العرب الأولى، وجوهر الصراع في المنطقة، وتوجهنا أيضا بنداء صريح مضمونه:"أنقذوا الشرق الأوسط ... بل والعالم قبل فوات الأوان"، وهذا الإنقاذ يتمّ برفع الظلم عن الفلسطينين، وتحقيق العدالة لهذا الشعب الشقيق؛ لينعم بحريته ودولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف". ومن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابنِ الحسين في مؤتمر القمة العربي في الرياض 29/آذار/2007م. |
* ما المبادئ التي يؤمن بها الأردن في تعاطيه مع قضايا الأمة العربية؟
* حدّد قضية العرب الأولى كما جاءت في الخطاب.
* ما النداء الذي وجهه جلالة الملك عبدالله الثاني في الكونجرس الأمريكي قُبيل انعقاد مؤتمر القمّة العربي في الرياض؛ من أجل إنقاذ الشرق الأوسط والعالم؟
وبشأن قضية العراق والأخطار التي تواجه لبنان والدول العربية على نحو عام، جاء في خطاب جلالته في هذا المؤتمر:
"إن المأساة التي يمرّ بها العراق الشقيق تستدعي منّا موقفًا واحدًا وموحّدًا لدعم المصالحة الوطنية، وسيادة العراق الكاملة على ترايه، وأمنه واستقراره من خلال التنسيق العربي مع الأشقاء في العراق، والمجتمع الدولي؛ حتى تنتصر فيه إرادة الحياة على شبح الموت والخراب. وهذا لا يتأتّى إلا بإشراك مكوّنات الشعب العراقي جميعها في العملية السياسية القائمة، ووضع حدّ لدوّامة العنف، ومدّ لفئات الشعب العراقي كلّها، ومنع انتشار بذور الفتنة الطائفية، وعدم السماح لأيّ جهة خارجية بالتدخّل في شؤونه. وهذا يستدعي أيضًا وِقفة عربية صريحة مع القيادات العراقية؛ لتتحمل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية نحو العراق والعراقيين، ونحو أمتنا العربية والإسلامية.
أما لبنان، هذا البلد العربي العزيز، الذي يواجهمخاطر تهدّد أمنه واستقراره، فإنّ الأردن يؤكد من جديد ضرورة التزام العرب والمجتمع الدولي بتقديم الدعم والمساعدة للحكومة اللبنانية لتتجاوز الآثار التي خلّفها العدوان الإسرائيلي على هذا البلد الشقيق. ومن هنا، فقد عمل الأردن وسيعمل على استقرار تقديم الدعم لإعادة إعمار لبنان، وتمكين شعبه من العيش بسلام وأمن واستقرار. وكذلك هو الحال بالنسبة للسودان والصومال الشقيقين، فالأردن يؤكد حرصه على تحقيق السلام والاستقرار، وإيجاد حل عادل لمشكلة دارفور يجنّب السودان الشقيق أيّ تدخّل خارجي، كما يدعم ويساند الجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار وترسيخ السلام في الصومال."
من خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في مؤتمر القمة العربي في الرياض 29/آذار/2007م.