تبدأ المدارس عاما دراسيا جديدا، تتجدد فيه الرغبة في التفوق والجد والتحصيل ويجني فيه المجتهدون حصاد عام مضى فينتقل الناجحون إلى الصفوف الأعلى، ويلتحق الحاصلون على الشهادات بمراحل تعليمية جديدة، ويبقى استمرار النجاح مرهونا بالإفادة من تجارب الأعوام الماضية والاستعداد لخوض تجربة العام الجديد. ويمثل الاستعداد لبداية الدراسة الشغل الشاغل لمعظم فئات المجتمع من أبناء وبنات أو آباء وأمهات أو معلمين ومعلمات أو مسؤولين في المؤسسة التربوية ، حيث انه مع ما تتضمنه هذه الفترة من عناء التجهيزات النفسية والمادية التي تقوم بها الأسر لأبنائها وكذلك إعادة تنظيم أوقاتهم الخاصة بالأكل والنوم والزيارات وغيرها الا انها تعيش بعض الأسر هاجساً آخر وهو رفض بعض الأبناء الذهاب للمدرسة خصوصا المستجدين، حيث ان مشكلة رفض الطفل للمدرسة مشكلة غير سهلة ابدا وبدون شك تعكر حياة الاهالي، فالأب يضطر للتغيب عن عمله والوالدة قد يكون لديها أطفال آخرون بحاجة لرعايتها وكذلك واجباتها المنزلية. ترى الاخصائية النفسية رنا الدجاني ان مرحلة المدرسة هي من اهم مراحل حياة الانسان ويجب ان يقدم عليها الطفل بثقة مقدمة من الاهل حتى لا ينقلب الامر الى رفض للمدرسة والدراسة، ولحل مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة يجب ان لا يخضع الأهل لابتزاز الطفل، فإذا رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة يجب على والده أو والدته إجباره على الذهاب إلى المدرسة حتى لو كان يبكي ويرمي بنفسه على الأرض أو يشكو من آلام في بطنه أو صداع أو أي ألم عضوي، فيجب أخذه إلى المدرسة وعدم السماح له بالغياب عن المدرسة وعدم الدلال بتلك الامور. وتضيف الدجاني ان بعض الأطفال يعانون من مشاكل، يكون من أعراضها رفض الذهاب إلى المدرسة، مثل أن يعاني الطفل من اضطراب قلق شديد أو رُهاب شديد وربما في هذه الحالة يستدعي علاج المشكلة النفسية التي تمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة، وقد يحتاج الطفل لرؤية أشخاص متخصصين في العلاج النفسي وربما بحاجة لمراجعة طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي للأطفال، فإن ادارة المدارس والمعلمين لهم دور في تبديد مخاوف الطلبة الجدد، والتعاون مع أولياء امور الطلبة الذين يعانون من مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة، والمدرسة في الصف الاول هي التي تستطيع ترغيب الطفل او ترعيبه من المدرسة. وتقترح دجاني ان يكون هناك استخدام للوسائل التعليمية وايضا الالعاب بنفس الوقت حيث يبدأ الطفل بحب المدرسة ، إن هذه المشكلة يمكن التغلب عليها بالتعاون بين المدرسة والأهل وعدم تركها للتفاقم بإهمال حيث لا بد من إيجاد حل من بداية المشكلة لأن في ذلك تهديدا لمستقبل الطفل أوالطفلة.