يتقدم الفكر والتحليل لدى الشخص المنطقي سواء اكان سيايا ام لا, على العمل او التنفيذ. فبالنسبة اليه ينبغي دوما التفكير قبل التصرف. من مواصفاته: انه عقلي,منطقي, منظم ومنهجي ,تصوري, واقعي, ومنظرا حسناته الثلاث: النظام, الدقة والمنهجية! ولعل المفارقة تكمن في ان المنطقي ظريف يحب الفكاهة بالفطرة ويعشق الضحك.
يخطئ بعض المنطقيين في اختيار المهن الفنية. فهم بشكل عام ممثلون ممتازون, مهووسون بالتفاصيل حتى الصغيرة منها, لكنهم فاشلون في الارتجال, فيحتاجون الى الاستناد الى نص متقن يظهر موهبتهم. يتميز الكثير من المنطقيين بحبهم الكبير لقيم الماضي, وبحنينهم الى زمن ولي هو بنظرهم أكثر اثارة مما هم مضطرون لعيشه الان . انهم من هواه الحضارة التاريخية وقصص الماضي. كانت اوروبا وحتى وقت قريب مخزنا لا ينضب للمنطقيين الصرف, الا ان المعطيات تبدلت في خلال نصف قرن, ولعل هذا حدث منذ دخول وسائل الاعلام السمعية والبصرية في الستينات الى هذه القارة القديمة, لاسيما منذ عولمة وسائل الاتصالات. ان اجتياح ونجاح الادب الخيالي والافلام التي تعتمد التكنولوجيا العالية والتي تصمم معظم مشاهدها بواسطة الكمبيوتر والعاب الفيديو التي تسحر اطفالنا واساليب التدريب التي تهدف الى جعلك البطل الخارق في حياتك الخ .... جعل الاجيال الجديدة اكثر رقة فأصبحت تطالب دوما بمزيد من الحلم والاثارة غير الخطرة. وبدأ يظهر جيل ينتقل من محطة تلفزيونية الى اخرى من دون توقف. ولم يعد للمنطقيين مكان هنا فهم يخلقون بلبلة.
يفضل المنطقي ان يحترمه الاخرون على ان يتمتع بثقة في نفسه, وهو يسعى اولا كي يعترف محيطه بمزاياه او بقدراته ليشعر بأنه موجود في نظرهم . كما انه يتمتع بذكاء تجريدي, فهو يفهم سريعا جدا ومن دون صعوبة مايصعب على الشخصيات الاخرى تخيله. وهذه القدرة التجريدية تزعج غالبا محاورية الذين يجدون صعوبة في مجاراته في عالم من المفاهيم الغامضة بالنسبة اليهم. ويجده الاخرون دوما غامضا جدا, وهذا الحكم المتسرع عليه يعمي خصومه الذين يظنونه ساجذا اكثر مما هو عليه في الحقيقة فينسون ان يحموا انفسهم منه. الشخص المنطقي صبور جدا وهو ينتقم على المدى البعيد (لابل على المدى البعيد جدا) ممن يوجه اليه أي اساءة.
ويتميز المنطقيون بحس فكاهة خاص جدا, فهم يحبون السخرية ويتمتعون بموهبة بارزة في الهزء والتهكم. جوزيف ميسينجر