صرف العملات واستبدالها:- اشتغل العديد من المسلمين في صرف العملات، فكانوا يبدِّلون ويستبدلون العملات السائدة وقتئذ، وكانت النقود المتداولة في جزيرة العرب إما دنانير ذهبية مسكوكة ( مصنوعة ) في بلاد الروم، وإما دراهم فضية مسكوكة في بلاد الفرس. ثم ضرب المسلمون عملة وطنية في دمشق زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، واستغنوا عن النقد الأجنبي وفكُّوا ارتباطهم به.
وتنوعت العملات بعدئذ داخل الدولة الإسلامية، فعُرِف منها: الدينار الدمشقي، والدينار المرْسَل، والدينار الجَيْشي، والدينار الخراساني، والدرهم الأبيض، والدرهم الأسود، والدرهم الصغير، والدرهم الوافي... وقد اتَّسع سوق الصرافين في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقام بتعيين مراقب لينظر في أمر المثاقيل والموازين أثناء صرف العملات؛ تفاديا من الوقوع في الربا... ومن الصرافين المشهورين في صدر الإسلام: زيد بن أرقم، والبراء ابن عازب، والحارث بن الحكم، وأبو المنهل...