صناعة الأسلحة:-
انتشرت في صدر الإسلام بعض الصناعات الحربية، كصنع السيوف، والرماح، والنبال، والخناجر، والقِسِيِّ، والدروع، والمنجنيقات الخفيفة، والدبابات الجِلْدية ونحوها، وكان لهذه الصنعة أماكن مستقلة خاصة بها، يمارسها الحدادون من ذوي الكفاءات العالية والمهارات المتميزة، وكان الواحد منهم يسمى: صانعا، وقيْنا. ومن أشهر هؤلاء الصُّنَّاع: أبو سيف الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم فصادفه ينفخ في كيره وقد امتلأ المكان دخانا، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أمسك عن النفخ في الكير؛ تقديرا وإكراما له. ومن أشهر صنَّاع الأسلحة الخفيفة أيضا: خَبَّابُ بن الأرتُّ أحد السابقين إلى الإسلام والمعذبين في سبيل الله. ومنهم سعد بن أبي وقاص، وكان يجيد بري النبال وإعدادها للحرب، ومنهم الأزرق بن عقبة الثقفي، الذي أسلم أثناء حصار النبي صلى الله عليه وسلم للطائف ورمي حصونها بالمنجنيق. وقد ازدهرت صناعة الأسلحة، وزاد اهتمام الناس بها والمتاجرة فيها، وبيعها للمجاهدين الذين كانوا يمولون أنفسهم، ويشترون أدوات الجهاد وعتاده بأموالهم الخاصة، بسبب محدودية موارد الدولة الإسلامية التي كانت في طور نشأتها الأولى وقتذاك. روى ابن سعد في الطبقات: أن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب كان يتاجر في الرماح.