عمان- وقعت أم أيمن في حيرة كبيرة في كيفية زيادة تركيز أبنائها فترة الامتحانات النهائية، التي تزامنت مع أيام شهر رمضان وساعات الصوم الطويلة والجو الحار نوعا ما، وحاجة الأطفال إلى مزيد من الطاقة لمواصلة الدراسة والتركيز. وبينت أنها باتت تولي ابنيها أيمن وفؤاد اللذين يبلغان من العمر 14 و17 عاما، مزيدا من العناية، وبخاصة في انتقاء الوجبات التي تمدهم بالسعرات الحرارية الكافية ليوم الطويل وكل ما من شأنه أني يغني التركيز لديهم. أما ختام علي ولديها طفلة تبلع من العمر (11 عاما)، فهي تركز على توفر الكثير من الخضراوات والسوائل في وجبات طعامها في شهر رمضان، وتحرص كذلك على أن تكون وجبة السحور مكونة أيضا من سوائل كثيرة وأن يكون عمادها التمر، الذي يعطي الجسم الطاقة اللازمة لإتمام الصوم مع المجهود الكبير من التركيز خلال الامتحانات. وتبين أخصائية التغذية والعضو في جمعية أخصائيي التغذية العلاجية الأردنية، شذا أبو شايب، أن شهر رمضان الكريم يتزامن منذ سنوات عدة في فصل الصيف، الأمر الذي يجعله عند البعض صعبا بسبب الأجواء الحارة وطول ساعات الصوم. ويتوجب على الصائم تناول ما يفيد جسده وليس ما يشعره بالشبع فقط، وبخاصة الطلاب الذين يخضعون للامتحانات النهائية في هذا الشهر. وعلى الأم، كما تقول أبو شايب، أن تعتني كثيرا بأبنائها خصوصا في هذه الفترة، فعليها أن تجعلهم يبدأون بشرب كوبين من الماء، وخلال فترة الإفطار عليها إطعامهم بعضا من المكسرات النيئة أو قطعتين من الفواكه المجففة أو الطبيعية لزيادة الطاقة، أو وعاء صغيرا من الحبوب الكاملة. وتنصح بتناول وجبة تضم سلطة خضراوات تحوي الفيتامينات ومضادات الأكسدة مع شريحة أفوكادو صغيرة، ويمكن إضافة الحامض الطازج، الفراولة، الكيوي، والفلفل الأخضر إلى سلطة الخضار لمساعدة الجسم على امتصاص الحديد. أما بخصوص اللحوم فهي ضرورية للجسم، وفق أبو شايب، مع التأكد من تناول 3 مرات في الأسبوع سمك السلمون، أو سمك التونة أو التركيز على تناول الفول الغني بالألياف والحديد، لما يساعد الجسم على تعويض النقص خلال الصوم، وقدرته على رفع التركيز والذي يساعد على الحفظ السريع ويقظة العقل. ولا ضير من احتواء وجبة الإفطار، حسب أبو شايب، من حساء العدس أو الخضار، السبانخ، اللوبياء مع زيت الزيتون والفلافل المشوية مع الخضار، الكبة المشوية، البرغل مع البندورة، المجدرة. ويجب التركيز على تناول الخضراوات الورقية ضمن وجبتي؛ الإفطار والسحور، مثل الهندباء، والملوخية، والبامياء، والروكا، والسبانخ والبروكولي والقنبيط، أو الفاصولياء لأنها غنية بالحديد والبروتينات الخالية من الدهن. وتنصح أبو شايب بالابتعاد عن شرب القهوة بكثرة والشاي الأسود أو الأحمر بكثرة لاحتوائهما على الكافيين، واستبدالهما بالماء أو الشاي الأخضر والزهورات، اليانسون، الكمون، أو القرفة. وتنصح بالابتعاد عن الأطعمة المقلية أو التخفيف منها، لأن الكربوهيدرات تؤثر في الوزن، وتعطي الشعور بالخمول لكثرة الدهون فيها، وتنصح بتناول الطالب الصائم تناول وجبات صغيرة أو خفيفة على فترات منتظمة كل ساعتين أو ثلاث لتفادي الإحساس بالجوع. وتلفت أبو شايب إلى أن الأشخاص الذين تحتاج أجسامهم إلى سعرات حرارية كثيرة بتناول الموز والفول السوداني والبطاطا، وتناول فطائر مشوية، أو المناقيش التي يفضل أن تكون رقيقة، على أن يتم تناولها مرة واحدة في الأسبوع فقط، ويمكن كذلك تناول وجبات خفيفة صحية غنية مثل حبوب الصويا والترمس. في حين يستغرب التربوي د. محمد أبو السعود، من الأهالي الذين يبالغون بتهويل الامتحانات وصعوبتها في شهر رمضان الكريم. ويرى أنها السبب في تقاعص الأبناء عن هذا الواجب وجعله صعبا ويعطيهم عذرا في حال التقصير. ويؤكد أن ما يحتاجه الطالب في هذا الشهر هو إدارة الوقت بشكل جيد، وعدم سماع تعاطف الأهل معهم وكأنهم يشجعونهم على الكسل والتراخي في هذا الشهر، فهو أمر مفروض على كل مسلم ويمكن تجاوز صعوبته من خلال تقسيم الأوقات وتناول الوجبات الصحية الخفيفة على وجبات مقسمة تجعل الجسم نشيطا والتركيز عاليا. ويؤكد أبو السعود أن على الأهالي تعليم أبنائهم بأن الحياة ليست سهلة وأن هذه الامتحانات وغيرها من الحواجز هي أمور تهيئ للشخص صعوبات الحياة المستقبلية، والتي على الشخص تجاوزها بنجاح ويتهيأ لما هو آت بأفضل حال.