يحزن طفلك من إهمالك له فيلقي بالأشياء يمنة ويسرة، أو تخاف ابنتك من مشهد ما في التلفاز فتصرخ بصوت مرتفع مبالغ فيه، نحتاج هنا أن نضبط مشاعر الأبناء بالشكل السليم، قد نتفهم الشعور، لكننا يجب أن نصحح السلوك، بل ونعاقب إذا ما تكرر، أشدد على التحذير من الاستهانة بمشاعر الصغير والسخرية منها، قد يخاف طفلك من الصعود عبر السلم الكهربائي مثلا، وقد تتأثر صغيرتك إذا ما نادها أحد بلقب لا تحبه وتبكي بشدة، عليا هنا ألا نستهين به، متهمين إياه بالخوف، أو متهمين إياها بالسخافة والتفاهة، نعم نحتاج إلى الحديث معهما عن سلوكهما، لكننا يجب أن نتفهم مشاعرهما.
**قاعدة مهمة
المشاعر هي مجرد مشاعر، وأن الإحساس بها وتفهمها شيئا هاما، وهي رغم ذلك لا تمثل عائقا أمام قواعد وقوانين الحياة، بمعنى أننا قد نتفهم حزن وتعاسة الطفل حينما يفقد لعبته أو يكسرها، وقد نشاركه هذا الحزن لكن تفهمنا هذا لا يعني إعفائه من مسؤولية إهماله تجاه لعبته وكسرها.
عزيزي المربي - قد تنظر لأمر الذكاء العاطفي بشيء من عدم الجدية، أو على أن هناك ما هو أهم وأولى من تلك الرفاهية المفرطة لكنني أحب التأكيد على أن تواصلنا العاطفي مع أبناءنا ومحاولتنا الكبيرة في صنع جسر من المودة والدفء قادران على أن يمهدا الطريق إلى تربية ممتعة، مليئة بالتفاهم والاحترام وإنشاء امرئ يمتلك انضباط عاطفي ونفسي يؤهلانه للتعامل مع الحياة بكل ما فيها.