شهدت منطقة عين غزال إقامة مجتمع زراعي منظم منذ ثمانية آلاف عام قبل الميلاد. حيث تميزت بوفرة النباتات التي تنمو على ضفاف الوادي بسبب وقوعها على الجانب الغربي لوادي الزرقاء قرب عين ماء تسمى عين غزال.
وهي تقع في المنطقة الشرقية من العاصمة عمان. وامتازت بتنوع فنونها وتطور عمرانها. ويبدو ذلك جليا في تماثيلها البشرية المصنوعة من الجص ، والتي تعد أقدم التماثيل الجصيّة المتقنة في العالم من حيث الحجم المطابق لحجوم الأحياء. وهي مجموعتان ، هما: التماثيل الجصية الضخمة ذات الرأسين ، والتماثيل النصفية ذات الرأسين.
بالإضافة إلى ذلك ، فقد وجدت في منطقة عين غزال الأقنعة والُّمى البشرية والحيوانية وبعض الأدوات، التي تشكل الركيزة الأساسية في عمل المجتمعات الزراعية.
أما عملية تصنيع التماثي البشرية في منطقة عين غزال ، فقد كانت تتم عن طريق تشكيل الهيكل بوساطة لفافة من عيدان الغضة ، التي تُجدلُ على شكل حبال ؛ لربط العيدان بعضها ببعض ، ثم يطلى جسم الهيكل بطبقة من الجص الجيري لتقويتها ، واستخدام الجص لأنه يُصنع من المواد الأولية الموجودة في المنطقة.
ومن أبرز السمات المميزة لحقبة فنون عين غزال:
1. تطور أسلوب العمارة من المخطط الدائري إلى استخدام المستطيل أو المربع وزخرفتها بالخطوط والأشكال الهندسية.
2. استخدام الأواني المصنوعة من الحجر الجيري أو البازلت أو الجص قبل معرفة الفخار في سنة (6500) قبل الميلاد، مثل: الأطباق المصنوعة من الحجارة الجيرية ، ورؤوس السِّهام والفؤوس من الحجارة البازلتية.
3. الواقعية في تشكيل التماثيل البشرية ، من حيثُ تشريح الجسم واختيار الألوان بمهارة فنيّة فائقة ، إضافة إلى تعبيرات الوجوه فيها وأعناقها الطويلة. كما كانت التماثيل الكاملة قصيرة وممتلئة ، في حين تميزت التماثيل النصفية ، بخطوط العين السُفلية ، والأنف البارز ذي الشكل الاسطواني .