ترك هارلند المدرسة بعمر 12 عام واستثمر كفاءته بتأسيس المشاريع من خلال تجربته لكافة انواع الأعمال ( مشرف مزرعة ، مسؤول سكة حديد ، بيع بولصات التأمين ، خدم بالقضاة ) واستطاع تأسيسه لشركة تؤمن النقل في المراكب البخارية التي تشرف على نهر اوهايو المارّ بين جيفرسون فيل ولويز فيل فهي أعمال تجارية بالصناعة .
مرت أمريكا بفترة كساد عام 1930 م و كان هارلند بارع بالطبخ وافتتح أول مطعم بمحطة وقود في كوربن – كنتاكي ؛ وقد كان متواضعا يتألف من طاولة واحدة وستة كراسي وكانت الفكرة قد خطرت له بعد حديث قام به من زبائنه .
استغل هارلند فرصة تقديم الطعام للزبائن الذين يتوقفون لملء خزاناتهم بالوقود وذلك بعد أن يسألوه عن مكان قريب يقدم الطعام ؛ اطلق على المكان اسم ساحة ومقهى ساندرز ، وقد ساعدته مهاراته التنظيمية بشكل جيد كان يلعب عدة أدوار ، من ضمنها مدير المحطة ، شيف ، طاه ، محاسب .
انتشرت الاخبار سريعاً حول طبخه ، وبكثرة ، حتى قام حاكم ولاية كنتاكي روبي لافون في العام 1963م باطلاق لقب شرفي هو ( كولونيل كنتاكي) على هارلند ، وذلك تقديراً لمساهماته في مطبخ الولاية وسريعا ما تهافتت حشود الزبائن من أجل الطعام وحده مما دفع بهارلند للتوسع إلى أماكن أكبر عبر المشاريع ، وذلك في مبنى موتيل ومحطة الوقود . التحق بصف مدته ثمانية أسابيع لإدارة المطاعم والفنادق بجامعة كورنيل من اجل أن يتعلم أكثر عن العمل التجاري وصياغة الخطط بهدف انشاء سلسلة مطاعم من خلال التوسع لموقعين اضافيين ، من ذلك فشل كلا موقعين الجديدين ، بعد فترة قصيرة من افتتاحهما .
بدأ نجاح (هارلند) ازدهاراً متأخراً فنجاحه حصل ابتداءاً من العام 1940 ، عندما أصبح بعمر الخميسن ، وقد اخترع الوصفة التي جعلت المؤسسة التجارية شهيرة اليوم ، ولكن كما قال في سيرته الذاتية ، الحياة كما عرفتها كانت تستحق لعق الأصابع ( كريشن هاوس 1974) لا ساعات العمل ،لا كمية عمل ، لا مبلغ من المال يردعني عن تقديم أفضل من عندي)
ربما لم يكن الدجاج المقلي مفهوما جديداً أيضا ، لكن هارلند اثبت أن ليس على كل الافكار الناجحة ان تكون الجديدة وذلك من خلال طرحه لوصفه الذهبية الخاصة المكونة من انواع متخلفة من الاعشاب والتوابل ، تحتوي على خليط جديدة للاكلة المفضلة لدى الجميع .
ويدعي أن الاعشاب والتوابل الـ 11 متواجدة على رف الجميع ، حرصاً أن يعطي الدجاج ذلك الشعور بأنه مطهو في المنزل
ثم قام بتطوير طريقة قلي بشكل مضغوط للدجاج كي يطبخ بشكل اسرع باختصار ثلث الوقت ، وكانت طريقته الجديدة ناجحة في تلبية طلبات الزبائن ، وكشاهد على نجاحه حصل على تأييد من خبير الغذاء (دانكن هينز) في كتابه مغامرات الغذاء الجيد ودليل لأورع المطاعم في امريكا 1939 .
لاحقاً دمر حريق المبنى الرئيسي لمطعمه عباره عن محطة شهيرة للمسافرين براً على الطريق الرئيسية بين الشمال و الجنوب ، لكنه قام بإعادة بنائه وافتتاحه ولكن أيضاً مرت المنطقة بحالة تقشف في الوقود (النفط) فأجبر على اقفال مطعمه ، ثم أعاد افتتاحه بعد الحرب وازدهرت المؤسسة تجارياً لعدة سنوات بحيث كان مطعمه عبارة عن محطة شهيرة .
كانت المبيعات بطيئة ولكن اصراره على المثابرة اعطى افضل النتائج حيث قدم اول امتيار لفكرته عام 1952 لشركة كنتاكي المقلي لبيت من مدينة سالت لايك سيتي وتمت الصفقة بطريقة تقليدية ، واشترط العقد دفع قدرها خمس سنتات ، يقبضها هارلند على كل دجاجة ، ومع افتتاح الطريق السريع قل الطلب على مطعمه خارج الطريق ليفكر ببيع مؤسسته التجارية بقيمة 75 ألف دولار ونصف المبلغ الذي حققه في السنة السابقة وقد جمعه في اليوم الأول الذي تقاعد فيه رسميا وقبض شيك من الضمان يبلغ 105 دولار .
أفلس هارلند ولكنه تابع الامتياز الذي منحه في سالت لايك سيتي ، لينطلق لبيع وصفته للمطاعم حتى استطاع بيعها لعدد من المطاعم وبحلول عام 1960 كان قد منح الامتياز لـ 600 مطعم في امريكا وكندا ، مسمياً وصفته KFC ، وفي العام 1957 تم تقديم وجبة جاهزة فوريدا وأطلق شعار ( شعور جيد ..لعق الاصابع ) وللمرة الاولى بحلول عام 1960 نجحت فعلا رؤية هارلند بتعريف الناس للوصف .
بعد ثلاث سنوات توسع العمل وافق هارلند على بيع امتياز بقيمة 2 مليون دولار لمستثمر حقق امتيازات بالعالم .
تمددت كنتاكي في 50 ولاية امريكية وايضا بدول المكسيك وكندا واليابان وجامايكا ، وافتتح اول مطعم بانكلترا عام 1964 ، وفي منتصف الستينات احتل مطعم كنتاكي المرتبة السادسة بين شركات الغذاء بامتلاكها 1500 مطعم .
سجلت الشركة في بورصة نيويورك عام 1969 وقد نمت الفكرة بشكل سريع ، مع انشاء مطاعم للجلوس وايضا مطاعم وجبات سريعة أي مفهوم الوقوف مع اخذ الخدمة بشكل سريع .
توفي هارلند عام 1980 بسبب سرطان الدم وبعد مرور 40 سنة ما زالت وصفته السرية تحرس عن قرب حتى اليوم في قبو في لويزفيل في ولاية كنتاكي ، فعدد قليل من الناس يعلمون محتوى الوصفة وهم محلفون على السرية ويتمتع ملايين من الناس يومياً بمنتجات الكولونيل هارلند
نقلا عن كتاب : كيف انطلقو - ديفيد ليستر