المؤلف:
ندى

«الوقاية خير من العلاج»..

لا شك أن تمتُّع الأبناء بصحة جيدة وجسم يفيض بالحيوية والنشاط ـ لهو أمر يُسعد الآباء والأمهات، ويُدخل السرور والبهجة على قلوبهم.. ولا شك أيضًا أن دوام ذلك مرتبط بمحافظة المُربين على سلامة صحة الأبناء لتبقى قوية؛ إذ هي أمانة في عنق الوالدين تجاه أبنائهما، بل إن الغالبية العظمى منهم لا يهتمون بوقاية أنفسهم أو أولادهم من مُسببات الأمراض، وينصب جُل اهتمامهم على العلاج إذا ما أصيبوا بأي مرض.

icon-eyeمراقبة صحة الأبناء:

أولاً- إذا اشتكى الابن/الابنة من أي عَرَضٍ ينبغي أن نأخذ كلامه بمأخذ الجد دون إبداء لهفةٍ عليه؛ حتى لا يتمادى أو يتمارض استجلابًا لعطفك وحنانك.

(ينبغي على كل أب وكل أم أن يكونا على دراية تامَّة بالإسعافات الأولية؛ حتى يتم الذَّهاب إلى الطبيب خاصةً في حالات ارتفاع درجات الحرارة، على سبيل المثال، مع ضرورة وجود صندوق إسعافات بكل بيت).

ثانيًا- إذا لاحظت أن ابنك يهرش فبادر بالكشف عليه لمعرفة سبب ذلك؛ فقد يكون مُصابًا بمرض جلدي.

ثالثًا- إذا لاحظت على ابنك إرهاقًا فلا تنتظر بل سارع بأخذه إلى الطبيب، ولا تستهِن بأيِّ عَرَضٍ أيًّا كان؛ لأن بعض هذه الأعراض تبدو في ظاهرها طفيفة إلا أنها قد تكون بوادر لمرض خطير!

رابعًا- إذا لاحظت أن لدى ابنك بعض المخاوف غير العادية فاعلم أنه يعاني قلقًا، أو ربما كنت أنت السبب الأساسي في ذلك نتيجة استخدامك القسوة معه أو ضربه فجأة بسبب عدم المذاكرة أو النتيجة أو قرب الامتحانات.. احذر من المخاوف المفاجئة؛ لأنها قد تجلب له أمراضًا نفسية يصعب علاجها فيما بعد.

خامسًا- احذر من الأمراض المُعدية.. جنِّب ابنك مصادر العدوى، فإذا علمت أن أحد أصدقائه مصاب بمرض مُعدٍ فلا تسمح له بالتردد على بيتك.. ولا تخجل من شيء؛ إذ إنك لا تكره هذا الشخص بل تكره المرض الذي أصيب به والقابل للانتشار.

سادسًا- إن الأمراض المُستعصية والتلوث البيئي ينتشران كالنار في الهشيم، وهو ما يفرض عليكم مزيدًا من العناية بالتربية الصحية لأبنائكم؛ وذلك بغرس قيمة الصحة وسلامة البدن فيهم منذ نعومة أظافرهم لينشئوا حريصين على أنفسهم.

سابعًا- احرص على العناية بالتطعيمات والتحصينات التي تقيهم الأمراضَ الخطيرةَ.

icon-manقواعد صحية لذاكرة قوية:

«العقل السليم في الجسم السليم»

التوازن: ويعني ألا تهتم الأم بتناول طفلها كمياتٍ كبيرةً من الطعام على حساب التنوُّع المطلوب؛ لتوفير وجبات غذائية متكاملة تحتوي على كافة العناصر التي يحتاج إليه النمو السليم.. فقد يتسبب النظام الغذائي الفقير في تعويق الذاكرة.

النظافة: الاهتمام بنظافة الأبناء، خاصة أيديهم، فهم كثيرًا ما يعبثون بأصابعهم ثم يدخلونها في أفواههم أو أعينهم أو أنوفهم؛ وهذه أسهل السُّبُل للميكروبات الضارة، ولا تنسَ الاهتمام بنظافة الفم والأسنان؛ ذلك أن أكثر أمراض الفم واللثة تأتي من إهمال تنظيفهما.

ممارسة الرياضة: إن فوائد الرياضة كثيرة جدًّا، خاصة أن لها دورًا مهمًّا في بناء جسم الطفل، وتناسقه، واستواء عوده، وإلهائه عن إهدار طاقته الزائدة فيما لا يفيد.. عند ممارسة الرياضة بانتظام فإنها تزود دماغ طفلك بالأوكسجين، وتقلل من توتره، وتقوِّي ذاكرته.

النوم جيدًا: ينبغي أن ينال أبناؤك قسطًا من النوم والراحة لا يقل عن 7 ساعات أو أكثر كل ليلة.. وكي يناموا جيدًا:

  • اجعل غرفة نومهم خافتة الضوء وهادئة.
  • قلِّل من شربهم السوائل التي تحتوي على الكافيين، خاصة في فترتي ما بعد الظهيرة والمساء.
  • ترك الهواتف المحمولة مفتوحة في غرف النوم خطرٌ على الدماغ البشري، كما يعدُّ هذا الأمر من المُسببات الرئيسة للإصابة بالأرق واضطرابات النوم.

التنفس بعمق: يحتاج دماغ طفلك لكمية كبيرة من الأوكسجين، وذلك للحفاظ على ذاكرة جيدة؛ لذا عوِّد أبناءك التنفسَ بعمق.

شرب الماء: تتسبب قلة الشرب بما يكفي في متاعب صحية، منها ضعف الذاكرة؛ لذا انصح أبناءك بشُرب 8 أكواب يوميًّا.

تجنب التدخين بالقرب منهم: يقلل دخان السجائر من وفرة الدم والأوكسجين والغذاء في جسم الإنسان وقدرة وصوله إلى الدماغ، كما يقوم بإتلاف خلايا الدماغ؛ لذا كُف عن التدخين في وجودهم.

افحص سمع أبنائك: يمكن أن يؤثر فقدان السمع على الذاكرة؛ لذا ننصحك بفحص سمع أبنائك بشكل دوري.

الاسترخاء: إذا توتر الأبناء فمن الصعب أن يتذكروا شيئًا؛ لذا انصح أولادك بأن يأخذوا وقتهم عند القيام بأي عمل ويتنفسوا بعمق.. كما انصحهم بالاسترخاء وذلك بسماع الموسيقى الهادئة، أو ممارسة التمرينات الرياضية.

 

 خلاصة القول

 

 

إن صحة ابنك مسئوليتكَ بالدرجة الأولى؛ فبقدر حرصك على صحته يتحدد نجاحه في حاضره ومستقبله، وفي دراسته، وعلاقاته الاجتماعية، وفي حياته العملية بعد ذلك.. ولكي تكون جديرًا بذلك، ننصحك بأن تنمِّي معلوماتك الصحية وتُثريها؛ لأن الشخصية الجديرة ـ حقًّا ـ برعاية غيرها صحيًّا يجب أن تكون على وعي تام بذلك الأمر؛ ففاقد الشيء لا يعطيه!

 

 

المراجع

  • يوسف ميخائيل أسعد، (1989م): دليل الأضواء، إرشادات تربوية للآباء والأمهات لمساعدة أولادهم في استذكار دروسهم، دار نهضة مصر للنشر، القاهرة.
  • توني بوزان: استخدم ذاكرتك، مكتبة جرير، كتاب مترجم.
  • صبحي الجيار، (2001م): كتاب المعارف الطبي، كيف تقوي ذاكرتك.
  • عبد الله ناصح علوان، (1992م): تربية الأولاد في الإسلام، القاهرة ـ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع.
  •