لا أدرى ما إذا كان أول يوم من العام الدراسى هو الأهم فى السنة الدراسية أم لا، لكنى أعتقد أن أغلبنا لا يقلل من أهمية ذلك اليوم. فما نقوم به والطريقة التى نتبعها فى اليوم الأول لها تأثيرها وفاعليتها طوال العام. فهناك العديد من الأنشطة الفعالة التى تصلح لليوم الأول من الدراسة. إننى أود فى هذا المقال أن أوجه التفكير لاتجاهٍ مختلف وأقدم خمس نقاط أساسية تعد أهدافًا أكثر منها أنشطة، وهذه الأهداف هى أهداف اليوم الأول من العام الدراسى التى من الممكن الاستعانة بالأنشطة لتحقيقها.
- اعرض محتوى المقرر: يعد اليوم الأول من العام الدراسى فرصة للتعارف، وينبغى أن يكون محتوى المقرر ضمن الأشياء التى يتم التعرف عليها فى ذلك اليوم. وأنا أنصح بعرض جزء صغير من المحتوى يتضمن حقيقة مدهشة على سبيل المثال أو طرح سؤلًا يجيب عنه المحتوى أو عرض قضية تشغل المجتمع فى الوقت الحالى ولها علاقة بالمحتوى أو تقديم أى شئ يتضح من خلاله أسباب كون المقرر جديرًا بالدراسة. فإقامة الروابط وتعزيز الشغف جديران بتحفيز الطالب من اليوم الأول.
- حُث الطلاب على التحدث: ينبغى وضع توقعات لمقرر تفاعلى من اليوم الأول، فأن تخبر الطلاب بأنك تود منهم أن يتحدثوا لن يكون بفاعلية وكفاءة حثهم على التحدث. فينبغى على الطلاب أن يتحدثوا معك ومع بعضهم البعض. قد يكون ذلك عن طريق قيامك بكسر جمود ذلك اليوم أو إتاحة عرض أولى لإحدى موضوعات المحتوى التى تثير اهتمام الطلاب أو عن طريق إتاحة الفرصة للطلاب لعقد مناقشة حول خطة المنهج وما تتضمنه. ويهدف ذلك إلى سماع أصوات العديد من الطلاب داخل الفصل فى اليوم الأول من الدراسة.
- كن سهلًا لينًا قريبًا من الطلاب: نعم، أنت المعلم لكنك فى الوقت نفسه إنسان. فالطلاب على دراية بأنك الشخص المسؤول وأنك من يطبق القواعد ويعزز تنفيذها. أنا لا أتفق مع الرأى القائل بأن المعلم يجب أن يكون “متجهمًا” ولا يحيد عن تجهمه إلا إذا أدرك الطلاب أنه الشخص الذى بيديه السلطة وقبلوا ذلك. إنه من الأجدى أن تبدأ مع الطلاب على أنك “تود” أن تُدرِّس لهم محتوى “يحبونه” وأنك معهم “لمساعدتهم” على التعلم. فالطلاب يودَّون أن يتعلموا بمساعدة معلم يتصرف معهم كإنسان.
- أعطِ الطلاب سببًا لقراءة خطة المنهج: يعرض المعلمون فى أغلب المقررات الدراسية خطة المنهج وبذلك لا يلجأ الطلاب إلى قراءته. إن التحدث باستفاضة عن خطة المنهج يبعث برسالة للطلاب مفادها أن بإمكانهم سؤالك بدلًا من أن يطلعوا على المنهج ويستجمعوا معلومات عنه. ماذا لو تمنح الطلاب خمس دقائق ليطلعوا على خطة المنهج ويفكروا فيها. ثم تقوم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات وتمنح خمس دقائق لهذه المجموعات للإجابة عن عشرة أسئلة حول خطة المنهج. وستفوز أول مجموعة تجيب عن هذه الأسئلة إجابة صحيحة بملصقات مكتوب عليها “إننا المجموعة رقم 1″ أو تحظى بتصفيق من قِبل الفصل كله أو تقوم أنت بما تراه يناسب أسلوبك ويعمل على إيصال الرسالة التى تفيد بأن جوانب هذا المقرر التى يجب على الطلاب الإلمام بها تتضمنها خطة المنهج وينبغى عليهم الإطلاع عليها قبل أن يسألوك. ويهدف ذلك إلى أن تتم عملية التدريس بطريقة تجعل الطالب متعلمًا مسؤولًا عن تعلمه.
- كن صادقًا: نعم هذا له علاقة بكونك شخصًا سهلًا لينًا قريبًا من الطلاب لكنهما ليسا سواء. كن صادقًا تعنى أن تصدق مع أسلوبك الخاص بك من البداية، وهذا لا يعنى “أن تفعل ما تفعله على الدوام” فى أول يوم. فيا حبذا لو تُغيِّر ترتيب الأشياء وتًجرى تعديلات وتبعد عن منطقة الراحة قليلًا. قد يجدر بالتدريس اكتشاف جوانب من شخصيتك ومن ثم إفادة الطلاب بهذه الجوانب.
مترجم عن: