تخيل معي لو حضر الطلاب إلى الفصل وهم مستعدون بتحضير دروسهم. كم سيكون وقت الحصة وقتها ممتعًا للطلاب والمُعلم على حد سواء، كما سيتوفر لنا الوقت لإقامة مناقشات مستنيرة ومتعمقة مع الطلاب، وسنركزعلى كيفية تطبيق الطالب لفهمه للمادة وتحليلها وتقييمها تحت خبرتنا الإشرافية.
وقد تبدو فكرة استعداد الطلاب وتحضيرهم لدروسهم خيالية حقًا، إلا أن ذلك ليس صحيحًا على الإطلاق؛ فذلك ممكنًا فقط إذا اختلف تصميم المنهج الدراسي، مِثل أن يعتمد المنهج على أن تكون واجبات الطلاب مُخصصة لتحضير الدرس القادم، وهو بدوره ما يعمل على تحفيز المناقشة بين الطالب والمُعلم أثناء الحصة، أو أن يجعل من نظام إعطاء الدرجات على التحضير للدروس أمرًا غير قابلًا للنقاش.
كما يجب أن تكون واجبات التحضير للدرس مرفقة بتمرين بسيط للكتابة يتكون من أربعة إلى ثمانية أسئلة ليرشد الطلاب في القراءة ويحضرهم للدرس، كما ينشىء أساسًا داعمًا للمناقشة داخل الفصل. ثم يصحح المُعلم تلك الأسئلة وتكون النتيجة إما بناجح أو راسب فقط دون درجات. ويكون ذلك عن طريق إحضار الطالب لنسختين من الإجابات معه، فيعطي المُعلم نسخة ويحتفظ معه بالأخرى ليجيب منها أثناء الحصة. ولكي يحظى الطالب بعلامة “ناجح“، على إجاباته أن تُظهر كم الجهد المبذول منه أثناء تحضيره للدرس، كما عليه أن يحضر الحصة ويشارك في النقاش الصفَّي.
وفي نظام الدرجات التعريفي ووفقًا للمعايير التعليمية، تعتبر جميع المهام المطلوبة من الطالب سواء الواجبات أو التقييمات السريعة أو الامتحانات النهائية على درجة واحدة من الأهمية، كما يجب على المُعلم ألا يعوِّض عجز الطالب عن إنجاز إحدى المهام بأخرى. وفي الجدول التالي نستعرض طريقة توزيع الدرجات على فئتين مختلفتين من العمل المطلوب من الطالب: واجبات تحضير الدرس، والإمتحانات والتقييمات السريعة.
الاختبارات والتقييمات السريعة | واجبات تحضير الدروس | التقدير النهائي |
A | حاصل على ≥ 90% | A |
B | حاصل على ≥ 80% | B |
C | حاصل على ≥ 70% | C |
D | حاصل على ≥ 60% | D |
F | حاصل على < 60% | F |
لذلك، إذا أراد الطالب الحصول على تقدير معين، عليه أن يُعادل أو يتجاوز الدرجات المطلوبة في كل فئة على حدا كما هو موضح أعلاه. فعلى سبيل المثال، إذا حصل الطالب على تقدير A في فئة الاختبارات والتقييمات ولكنه حصل على 75% فقط في فئة واجبات تحضير الدروس، فسيكون تقديره النهائي C. وإذا حصل طالب آخر على تقدير C في فئة الاختبارات والتقييمات ولكنه حصل على أكثر من 90% في فئة واجبات تحضير الددروس، فسيكون تقديره النهائي C أيضًا. ذلك لأن الطالب الذي يستحق تقدير A عليه أن يكون حاصلًا على تقدير A في الاختبارات وفي نفس الوقت يكون مُعِدًا لدروسه في 90% من الوقت.
يمكنك إذاً اتباع ذلك الأسلوب الجديد، وسترى كيف سيأتي الطلاب للحصة مستعدون. وعندها لن تكون مضطرًا لشرح الدرس وتفصيله وكأنها المرة الأولى التي يسمعونه فيها، وهو ما سيمكنك من إشراك الطالب في سلسلة من أنشطة التعليم الفعَّال التي تسعى إلى تحقيق مستويات أعلى من التعليم وتنمية مهارات الطالب.
ويعتبر إعطاء التقدير النهائي لواجبات تحضير الدروس أمرًا سهلًا، لإنك ببساطة ستنظر آخر الفصل الدراسي في إجابات الطالب والتي تكون مؤرخة ومُصصحة مسبقًا، لتقيِّم على إثرها كم الجهد الذي بذله الطالب وما التقدير المناسب الذي يستحقه.
بالإضافة إلى ذلك، يجب اختيار وتحديد مستوى صعوبة الأسئلة المرافقة لواجبات تحضير الدروس بعناية شديدة؛ فلا تختار أسئلة شديدة السهولة مما يجعل الطالب يقرأ الدرس سريعًا بحثًا فقط عن الإجابات، ولا تختارها شديدة الصعوبة مما يصيب الطلاب بالإحباط وهو ما سيجعلهم يأتون إلى مكتبك لمساعدتهم قبل بدء الحصة، والذي قد يفقد الطلاب الكفاءة المطلوبة للتعاون على فهم واستيعاب الأجزاء الأكثر صعوبة في المنهج، كما سيفقدك قدرتك على مناقشة إجاباتهم داخل الفصل فيما بعد.
أيضًا، وعند قيامك باتباع هذا النظام، عليك مراعاة اختيار اسم مناسب يحمس الطلاب؛ وبالأخص عليك اختيار اسمًا بعيد كل البعد عن كلمة “واجب منزلي”، لأن الطالب قد اعتاد أن الدرجات التي يحصل عليها من حل الواجبات المنزلية ليست لها علاقة بحضوره للحصة أو تحضير الدروس أو ما شابه ذلك. أما الدرجات الخاصة بمهمة تحضير الدروس، فيحصل عليها الطالب فقط في حالة حضوره للحصة. كما عليك التأكد من أن يكون النقاش الصفَّي معتمدًا بالأساس على مهمة الطلاب في تحضير الدرس. ومن المفضل أن تبدأ بمناقشة الأسئلة بالترتيب واحدًا تلو الآخر في بداية الفصل الدراسي، ثم تتدرج بعدها خلال الترم لمناقشة تلك الأسئلة بطريقة “غير خطية” أو غير مرتبة، وهو ما سيكون مقبولًا وقتها للطلاب لاعتيادهم على نظام تحضير الدروس مع الوقت.
ولقد لاقى نظام الدرجات التعريفي الخاص بمهمة تحضير الدروس نجاحًا كبيرًا على عدة مستويات، بدءًا من الدورات الدراسية التمهيدية وحتى مراحل التعليم الثانوي، وأيضًا في العديد من المؤسسات والمدارس والجامعات المختلفة. ونكرر هنا كما علمنا سابقًا كيف يمكن لاعتماد ذلك الأسلوب في التعليم أن يشجع الطلاب على تحضير دروسهم واستغلال وقت الحصة في إجراء مناقشات مثمرة وممتعة.
إلى كل ما سبق، هناك مبدأ آخر يعتمد عليه ذلك التصميم المختلف للمنهج الدراسي، ألا وهو توفير الفهم المسبق للدرس إلى الطالب قبل حضوره إلى الفصل، وهو ما سيساعده في المقام الأول على التطبيق النقدي للدرس وتقييمه. فضلًا عن توفير الوقت والمساحة الكافية للإصغاء إلى الطلاب ومناقشة أفكارهم وأسئلتهم.
ج. روبرت (بوب) جيليت هو أستاذ مساعد في علم الاقتصاد بجامعة كنتاكي.. أما لين جيليت فهو الرئيس السابق لكلية سييرا نيفادا.
بقلم: بوب جيليت ولين جيليت