لنقل: إنك بينما تشاهد فيلماص في المنزل حصلت أمامك ثلاثة أمور : أولها يعثر الطفل في الفيلم على أمه التي فقدها منذ زمن طويل ، ثانيها يقرر أخوك أن يأكل دودة ، ثالثها يجرح والدك إصبعه وهو يقشر تفاحةز
أغلب الظن أنك ستبدأ بالبكاء من شدة الفرح، وتيبدو على وجهك مشاعر الإشمئزاز ، وستبعد إصبعك من أمام السكين( ذهنياً)، ويبدو الأمر كما لو أنك الشخص نفسه الذي يمر فعلياً بتلك التجارب الثلاثة المختلفة ، وهذا يبدو غريباً أيضاً ، أليس كذلك؟ ربما،
لكن لو لم نكن قادرين على وضع أنفسنا مكان الآخرين، وتخيل ما يشعرون به،لما وجد التعاطف والتراحم بين البشر .
الشعور بالتقمص العاطفي هو الذي يجعلنا نعانق صديقنا ونواسيهعندما يتألم ، وعلى ذلك ، قام باحثون بدراسة الطريقة التي يعمل بها الدماغ عندما نتصرف بهذه الطريقة ، حيث فحصوا أدمغة المشاركين عندما كانوا يعانون الألم ، وبعد ذلك جعلوهم يراقبون
شخصاً يحبونه وهو يعاني ، بعدها أثبتت النتائج أن قسم الدماغ المسؤول عن توليد عواطف المشاركين استجاب بالطريقة نفسها تماماً في كلتا الحالتين .
لا يعد الأشخاص كلهم قادرين على فهم مشاعر الآخرين ، غير أن الشعور بالتقمص العاطفي أو انعدامه دائماً ينعكس في النشاط ( أو انعدام النشاط) في عدد قليل من أقسام الدماغ .
وبالمناسبة، اكتشف العلماء أن القرود أيضاً قادرة على الشعور بالتقمص العاطفي، حيث أثبتت الدراسات ان العصبونات التي تتنشط عندما يحاول قرد الوصول الى موزة هي نفسها التي تتنشط عندما يرى القرد صديقه يقوم بالشيء نفسه ، ألا تعتقد أن العناية بالآخرين هي إحدى المزايا الجيدة المشتركة بيننا وبين الشميانزي