المؤلف:
موقع الأوائل التعليمي

يعود أصل ورق الجداران إلى أواخرالقرن الخامس عشر، إذ استخدم بديلا رخيصا للنسيج الغالي المزدان بالصور والرسوم والمحاك بعناية. ازدهرت تجارة ورق الجدران المرسوم يدويا أو المطبوع بواسطة الرواسم (1) بعد فترة صغيرة من ظهور معامل الورق في أوروبا.

يرجع تاريخ أول النماذج الذي ما يزال محفوظا إلى اليوم لعام 1509 تحديدا. قام الاعتقاد ولا يزال بأن الصينيين ابتكروا صناعة الورق قبل عدة قرون من ذلك التاريخ، إلا أن مكان ولادته الحقيقي كان فرنسا.

شاعت قطع النسيج الثقيلة والمزدانة بالصور والرسوم منذ عهد الرومان ، ولم يقتصر استخدامها على شكل لوحات صغيرة نزين الجدران، بل شملت لوحات كبيرة تغطي جدران قصور الأغنياء الواسعة. دفع الكلفة المرتفعة لتلك اللوحات الملوك والأغنياء المبذرون لمناوية استخدام أغطية الجدران في القصور الشتوية والصيفية. جرّب الصّناع بدائل أقل كلفة كالجلود المنقوشة والمطلية بالذهب التي ابتكرها العرب في القرن الحادي عشر. إلا أن الورق السميك المزركش كان أقل كلفة بكثير وأقدر على عزل برد الشتاء وحرارة الصيف.

تتعدد وتتنوع ؤسوم الجدران التي نعرفها اليوم، شأن ورق الجدران في اواخر القرن السادس عشر الذي استخدم بديلا لعدة مواد تستخدم لتغطية الجدران. يفصح إعلان إنكليزي ظهر في تلك الفترة عن نوعيات الورق المتوفرة يقول : "نبيع كل أنواع ورق الجدران بنقوش تشبه القماش المطرز وخشب السنديان الفاخر والرخام ...". لاقى ورق الجدران آنذاك قبولا كبيرا فهو بالإضافة لانخفاض كلفته، يحاكي تمام الكثير من المواد باهظة الثمن.

حققت عملية التندرية المتمثلة برش مسحوق الصوق أو المعدن على ورق مصمَّغ ومزخرف مسبقا، شعبية عظيمة في القرن الذي تلا. لا تزال النماذج التي تعود إلى عام 1680 موجودة حتى اليوم. واشتهر في ذات الفترة ورق جدران صيني مطلي يدعى "الورق الهندي" رُسمت عليه صور وطيور وأزهار على خلفية زاهية ومشرقة. تميز ورق الجدران الذورة بتصاميمه الرائعة من مناظر طبيعية وأشكال هندسية كلاسيكية على نسيج "الفريز" الصوفي الغليظ يثير العجب أن يبدأ تاريخ ورق الجدران نسيجا رخيصا مزينا بالصور لتغطية الجردان ويتحول في فترة وجيزة إلى شكل من الفنون الباهظة التكاليف.

تأليف : تشارلز باناتي