مبدعون اردنيون.. من يقرع جرس التهميش والاقصاء ؟

كتب : فارس الحباشنة ثمة حكايات ابداع وتفوق لاطفال وشباب اردنيين لابد من سردها، وذلك من أجل تنشيط الذاكرة، وحتى لا يبقى العقل الجمعي مصابا بالصدأ بفعل ماكينات التآكل والتهالك، ومن أجل الاعتراف بان المجتمع الاردني حاضن ومنتج للخلق والابداع. وهناك مبدعون أردنيون يستحقون أن تتربع اخبارهم على اهتمامات وانشغال الرأي العام، دون منازع كشخصيات موهوبة قدمت افعالا واعمالا اضافت قيمة مضاعفة في العلم والمعرفة على مستوى العالم. حكايات لابد من أخراجها من الحيز الهامشي الى الذاكرة العمومية. وقبل الحديث عن الابداع الشبابي، فالسؤال القائم : هل للابداع والاختراع العلمي والتكنولوجي في الاردن حواضن مؤسساتية ؟ وكما يبدو في البحث عن اجابة، فهي  حتما «لا « ،ما يثير في ذلك الندب، لا البهجة والفرح والسرور في ولادة مخترعين ومبدعين أردنييين. ولكن السؤال يتعلق بمفهوم وجود مؤسسات التعليم الجامعي ومراكز الابحاث العلمية ودورها في احتضان الابداع ورعايته، ومفهوم التعليم بشكل عام المدرسي والجامعي ودوره في تغيير الحياة، والسير بالثقافة السائدة الى التحرر من الانغلاق وتوسيع رحابة الخيال الابداعي. هذا هو الاساس المعياري لدور مؤسسات التعليم، كما نفهمه من قصص النجاح والتقدم والتطور في مجتمعات عديدة، حيث انتقل التعليم الى المعرفة والتفكير لا في مسايرة تأبيدة ثقافة التقليد الاعمى السائدة، والضاربة جذورها في مؤسسات التعليم. هذا ما يفتقر اليه الاردن منذ أعوام، حيث تضيع قيمة أي ابداع أو اختراع وخلق علمي جديد، لصالح هجرة العقول المبدعة للخارج، أو انطوائها في الداخل في رحلة قتل الابداع وتجفيف منابعه العقلية،وعندما تسأل لماذا يحصل ذلك ؟ أم حقيقة أن البئية الاردنية وكما هي العربية طاردة للابداع ؟ هي اسئلة مهمة في ذاتها، عندما يعلن عن اختراع علمي ما، تجد بان جامعات ومراكز ابحاث غربية تلهث وراء استقطاب المبدع واختراعه، بينما المؤسسات المحلية لا تحرك ساكنا، فهل يعني هذا ان مؤسسات التعليم والبحث العلمي لا تريد طلابا مبدعين ؟ لدينا في الاردن مئات الالاف من خريجي الجامعات وحملة الشهادت الجامعية العليا، الطالب يحصل على شهادة ورقية مستبدة بالحفظ والتكرار والتلقين، ليس بين يديه أي مؤهلات علمية عليا، تؤهله لتثوير تفكيره نحو الابداع والخلق والتمييز. اذن لا بد من قرع الجرس، ونحن نستعيد حكايات فخورة لمبدعين اردنيين، أحمد الجوارنة 33 عاما، حفر اسمه في قائمة المخترعين بالعالم، وذلك باختراعه شاحنا يعمل على الطاقة الشمسية، ومنصات  شركة «مايكروسوفت « للبرمجيات احتفلت بعشرات من المبدعين الاردنيين والذين مازالوا على مقاعد الدراسة : الصفية والجامعية.