الرهاب المدرسي ليس حالة من "المرض المدرسي". فهو ليس مجرد شعور بالخوف من الذهاب إلى المدرسة، لكنه يجعل الحضور إلى المدرسة من المستحيلات، هنالك أيضا اختلافات أخرى مهمة : قد لا يكون هنالك شكاوى جسدية (مع أنّ الغثيان والصداع وأوجاع البطن خاضرة بشكل شبه دائم) ، ويكون عادة رهاب المدرسة خوف من مغادرة المنزل أكثر مما هو خوف من الذهاب إلى المدرسة. يكمن الاختلاف الآخر المهم في الدرجة أو المدى. يمكن عادة ملاطفة الأولاد الذين يعانون من (الخوف من المدرسة) أو تقديم محفز لهم للذهاب إلى المدرسة : كثيرا ما تكون مقاومتهم رمزية أكثر مما هي حقيقية. بالنسبة إلى الأولاد الذين يعانونو من رهاب المدرسة، يكون الخوف مسعورا ومقاومتهم للمدرسة بالغة جدا لدرجة أنه تصبح خطرة.
إنّ أسباب نشوء هذا الرهاب عديدة ومتنوعة. وفي كل حالة من هذه الحالات يكون الولد كثير القلق ويكبح قلقه في داخله. ولكن نظرا إلى أنه يمكن تصنيف نصف عدد السكان تقريبا (بمن فيهم البالغون!) "كباطنيين" في مشاعرهم وانفعالاتهم، فهذا وحده لا يكفي لتفسير هذا الرهاب. في الكثير من الحالات، يعود سبب نشوء الرهاب عند الولد إلى تعرضه لصدمة لها صلة بالذهاب إلى المردسة أو مغادرة المنزل. وتشمل المواقف التي تحفّز نشوء الرهاب اختفاء أحد الوالدين من الأسرة أثناء وجود الوالد في المدرسة؛ حدوث أمر يغيض في المدرسة، حدوث أمر يغيض في الطريق إلى المدرسة؛ التعرض للاعتداء أو المطاردة من قبل أحد المتنمرين، التبول أو التبرز في ثيابهم في المدرسة؛ انفصال الوالدين ولجوءهما للشجار بشكل متكرر؛ وجود حالة اكتئاب أو اضطراب عند أحد الوالدين؛ شكل من أشكال الحديث عن الانتحار داخل الأسرة؛ وحدوث وفاة في العائلة.
إن الأولاد الذين يعانون من رهاب المدرسة معرضون لخطر حقيقي ويحتاجون لمساعدة سريعة وذكية من أحد المخترفين المتخصصين في علم النفس. مهما يكن
تألي : د. جون إرفاين .. جون ستيورت