مركبات الفضاء المأهولة
المركبات المأهولة هي المركبات التي حملت كائنات حية إلى الفضاء وعادت بهم إلى الأرض. في البداية كانت هذه المركبات مأهولة بالحيونات، ومن ثم حملت رواد فضاء من بني البشر لإجراء في الفضاء. وتم إطلاق أول مركبة تحمل كائنا حيا إلى الفضاء في نهاية عام 1957 م لدراسة تأثيرات الفضاء المختلفة في الكائنات الحية. ولم يكن هذا الكائن من بني البشر.
أما الإنسان فقد استطاع الانطلاق إلى الفضاء يوم 12 نيسان عام 1961 م على مَتْنِ المركبة فوستوك - 1 التي أقلت رائد الفضاء الروسي يوري جاجرين ليكون أول إنسان في الفضاء. وتوالت بعد ذلك عمليات إطلاق المركبات المأهولة لتدور في مدارات حول الأرض ، حيث قامت بالعديد من الدراسات حول أثر الفضاء على الانسان وأجرت بعض التجارب العلمية. وقد استطاع أحد الرواد عام 1964 م الخروج من مركبته لأول مرة في التاريخ وسبح في الفضاء وقام بنشاطات لمدة 23 دقيقة حول المركبة وتفقد الأجهزة والمعدات.
كل هذه الرحلات أثبتت قدرة الانسان على القيام برحلات فضائية والعودة سالما إلى الأرض مما فتح الطريق أمام القيام بأول رحلة مأهولة إلى جرم سماوي وهو القمر ، ففي شهر تموز عام 1969 وضمن سلسلة رحلات أبوللو ، هبطت المركبة القمرية "إيجل" النسر على سطح القمر وهي تُقلّ اثنين من رواد الفضاء ، هما نيل أرمسترونغ وإدوين ألدرن ، حيُ وطئت قدم ارمسترونغ أرض القمر كأول خطوة للبشرية على جرم سماوي غير الأرض.
وتلت هذه الرحلة العديد من الرحلات التي حملت اثني عشر رائد فضاء غلى سطح القمر حتى نيسان عام 1972. كل هذا استدعى تطوير التقنيات المستخدمة في تنقل رواد الفضاء على سطح القمر، فكان اختراع عربات الفضاء ، وهي عربات تم استخدامها للتنقل على سطح القمر بسرعة تصل إلى 16 كم / ساعة. وهذه العربات لها عجلات ومحركات كهربائية. وقد كان الرواد يعمدون إلى دراسة سطح القمر وتضاريسه ، وجمع عينات من الصخور وإجراء التجارب ، وبقيت الأجهزة والأدوات المستخدمة جميعها على سطح القمر.