هي شعور الإنسان بالأمان؛ وذلك لأن لديه الدخل الذي يجعله يعيش بشكل جيد، ولديه المنزل الذي يؤويه، والعمل الذي كان يسعى له، وحقق ما كان يطمح إليه..
ومنطقة الأمان هذه أنا أسميها منطقة الخطورة؛ لأن الإنسان إذا اطمأن بدرجة عالية فلن يستغل قدراته؛ لأنه لا يعرف لم يستغلها .. فهو سعيد .. فلماذا يتعب نفسه إذن؟
وبالتالي سيدخل الروتين على حياته وتبدأ الإحباطات والأوجاع النفسية، ونجد الكثير والكثير من الأشخاص الذين لديهم كافة الوسائل التي تجعلهم سعداء في حياتهم لكنهم يكونون في الحقيقة تعساء ومرضي نفسانيين، يقولون لأنفسهم "لماذا أقرر .. لماذا أتغير .. أنا سعيد هكذا" لكنه داخليا يشعر بالضيق؛ لأن الجميع حوله في حركة وتغير لكنه توقف عند نقطة معينة.
وأذكر هنا قصة صديق لي كان يمتلك مطمعا للأسماك الطازجة فقال لي مرة : أتدري ... هذا السمك بالفعل طازج لكنه ليس له طعم، فقلت له : اجلب سمكنا من نوع آخر يشاكس سمكك ويجري وراءة فيحرك سمكك داخل الماء، لأن سمكك يعيش في منطقة الأمان وليس لديه النشاط الذي يؤدي إلى تقوية العضلات وبالفعل بعد أن فعل ذلك تغير طعم السمك وأصبح ألذ..
د. ابراهيم الفقى