منظّمة الأقطار المصدّرة للبترول (منظّمة الأوبك)
1- نشأة الأوبك.
أنشئت منظّمة الأقطار المصدّرة للبترول (اوبك) في عام 1960م، بمبادرة من المملكة العربية السعودية، والكويت، والعراق، وإيران، وفنزويلا. وكان العامل الأساسي في تأسيس الأوبك إقدام شركات النفط العالمية على تخفيض أسعار النفط المعلنة في عام 1959م من دون استشارة حكومات البلدان المنتجة للنفط، متجاهلة بذلك مصالح هذه البلدان، ممّا أدى إلى انخفاض معدّل إيراداتها النفطية، ومن ثمّ إرباك خططها التنموية.
وتضم منظمة الأوبك (13) ثلاثة عشر عضوا، وهي الجزئر، وأندونيسيا، وليبيا، ونتجيريا، وقطر والإمارات العربية المتحدة، والإكوادور، والجابون، وإيران، والعراق، والكويت، والسعودية، وفنزويلا. ويبلغ إنتاج المنظمة 40% من الإنتاج العالمي للنفط الخام، أما حجم صادراتها فيبلغ 55% من الصادرات العالمية. ويقع مقرّ منظمة أوبك في مدينة فينا بالنمسا، ويشرف عليها مجلي المحافظين من الدول الأعضاء، ويعد مؤتمرها الوزاري المرجع الرئيس في قراراتها.
2- شروط العضوية
تشترط منظمة الأوبك في أي بلد يرغب في الانضمام إليها، أن تتوافر فيه الشروط الآتية:
أ- أن يكون مصدّرًا للنفط الخام بكميات وفيرة.
ب- أن توافق على انضمامه ثلاثة أرباع البلدان الأعضاء، بما فيها أصوات بلدان الأعضاء المؤسسين جميعها.
3- أهداف منظمة أوبك
تتمثل الأهداف الرئيسة لمنظمة الاوبك في ما يأتي:
* تنسيق السياسات النفطية للبدان الأعضاء وتوحيدها، وتوفير أفضل السبل لحماية مصالحها بصورة منفردة ومجتمعية.
* إيجاد الطرق والوسائل التي تساعد على استقرار الأسعار، والدفاع عن مصالح الدول المنتجة.
* توفير إمدادات نفطية للدول المستهلكة بطريقة اقتصادية ومنتظمة.
* تحقيق مردود عادل لرؤوس الدول المستثمرة في الصناعة النفطية.
4- الأوبك إقليميا ودوليا
أ- من وجهة نظر الدول المنتجة : اتّبعت سياسة نفطية موحّدة جعلتها تتحكم في زمام أمورها النفطية من ناحية تحديد حصص الإنتاج، وتتحكّم – أيضًا – في الأسعار عن طريق العرض والطلب؛ إذ قامت هذه الدول في عام 1973م بإجراءات مهمة، منها: تنظيم أسعار النفط من جانب الدول المنتجة فقط، بعد أن كانت الشركات الأجنبية هي التي تتحكم في هذه الأسعار.
وفي عام 1979م قامت دول الأوبك باتّباع سياسة نفطية جديدة تجعل أسعار النفط مرتبطة بالأسعار النهائية للسلع، بمعنى أن أي زيادة في أسعار السلع تؤدي إلى زيادة في أسعار النفط، كما تؤدي إلى بط عملية الإنتاج بعمليتي العرض والطلب.
ب- من وجهة نظر الدول المستهلكة : قامت الدول الصناعية بإجراءات لتحمي نفسها من تحكم الدول المنتجة للنفط؛ فأسست الوكالة الدولية للطاقة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية. وقد استطاعت هذه الوكالة تحقيق أهدافها باستثمار أكبر ما يمكن من العوائد النفطية في الدول المستهلكة؛ وذلك بإعادة تدويرها باستهلاك طاقة أقل، وإنتاج أكبر.
كما تدنّت نسب استهلاك النفط، ونشط البحث عن مصادر بديلة له.
5- مشكلات الأوبك
تعاني منظمة الأوبك بعض المشكلات، ومنها:
* ظهور دول منتجة للنفط ليست أعضاء في المنظّمة، مما أفقدها القدرة على التحكم في كميات الإنتاج المعروضة في الأسواق.
* سياسات الدول الصناعية المتمثلة في تخزين احتياطات نفطية كبيرة؛ لاستخدامها عند حدوث أزمة ما، وتزايد التوجّه نحو مصادر بديلة لتقليل الاعتماد على النفط.
* الخلافات في توزيع حصص الإنتاج بين الدول الأعضاء من ناحية، ومدى التزام هذه الدول بحصص الإنتاج المحددة لها من الناحية الفعلية.