يأتي العام الدراسي الجديد وقد انتهى الآباء من تسجيل ابنائهم سواء في مدارس حكومية او خاصة، وتتفاوت وجهات النظر في ذلك حيث تلعب عوامل عدة في اختيار المدرسة .
يقول الموظف أحمد صافي ان ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس التي يلحظها في الشوارع هي من تدفعه لاختيار مدرسة خاصة حيث الانضباط اكثر فيها.
بينما تعزو سميرة اختيارها مدرسة حكومية لضعف الامكانات المادية والاعباء المبالغ فيها في المدارس الخاصة. وعلى عكسها تفضل اروى الطراونة المدارس الخاصة لتميزها في مجال تدريس اللغات والحاسوب والتركيز على النشاطات اللامنهجة بشكل اكثر .
ان الرعاية الصحية ومحدودية عدد الطلاب في الصف الواحد تعد من ابرز المزايا للتعليم الخاص لهذا تعد الخيار الافضل لدى» ابراهيم شهوان» كما يروي لآخر الاسبوع.
تقول المربية سهاد محسن إن الطالب في المدارس الحكومية يتلقى التعليم الحقيقي والصلب دون مجاملة او مزايدة على حقه ومستواه الحقيقي فالعلامات غير حقيقية والتي تبهر أولياء الامور بان ابنهم او بنتهم من الطلاب المتميزين في حين ان الحقيقة غير ذلك، فهنالك ضغط من قبل ادارة بعض المدارس الخاصة على المعلم لاعطاء الطالب علامات اضافية حتى لا يترك الطالب المدرسة ويرحل الى مدرسة اخرى تعطيه اكثر من حقه .
وبغض النظر عن الوضع المادي للعائلة الذي عادة ما يحسم الموقف حيال هذه القضية، تبقى العائلات الميسورة والقادرة على تسجيل أبنائها في مدارس خاصة، منقسمة بين مؤيد لتلك المدارس وبين معارض.
فأنصار التعليم الخاص يعتقدون أنه يتلافى الكثير من سلبيات التعليم الحكومي، كالازدحام في المدارس، وتدني مستوى الاهتمام بالطالب، ومقدار تفاني المدرس، وتوفر بيئة إدارية وتربوية كفيلة بتنمية شخصيات أبنائنا بصورة أكثر صحية.
في المقابل يعتقد أنصار التعليم الحكومي أنه أجدى، وأن للتعليم الخاص الكثير من السلبيات ، إذ يندر أن تتوافر مدارس خاصة تراعي شرط العدد المثالي للطلاب في الصف، كما أن البعض يعتقد أن المدرسين في المدارس الحكومية يعملون بتفاني بغية تحصيل سمعة جيدة تتيح لهم التدريس في معاهد ومدارس خاصة، مما يجعل جودة التدريس في المدارس الحكومية تضاهي في مستواها نظيرتها في المدارس الخاصة.
يضاف إلى ذلك قضية النظام والانضباط الذي يعتقد البعض أنها متوافرة في المدارس الخاصة أكثر من معظم المدارس الحكومية، إلى جانب ذلك يتحدث البعض عن أثر سلبي للمدارس الخاصة على شخصية الناشئ، فهي تعلمه الاتكالية بسبب سهولة نيل المراد، حينما يشعر بأنه مميز عن غيره من أبناء جيله، وأن أهله قادرون على تأمين كل ما يحتاجه، وذلك جانب سلبي في بناء شخصية الناشئ، لا يعاني منه الناشئون في المدارس الحكومية التي يشعر فيها الناشئ أنه على قدم المساواة مع أبناء جيله تقريباً.
إلا أن هناك مبررات لدى العديد من شرائح المجتمع لالتحاق أبنائهم وبناتهم في التعليم الخاص وتفضيله على التعليم الحكومي وذلك يرجع إلى أسباب متعددة منها على سبيل المثال: كثافة الطلاب في الصفوف، و قلة استخدام الوسائل التعليمية، ضعف البيئة المدرسية، ضعف متابعة النواحي السلوكية وذلك لكثرة الأعداد, عدم اكتمال المعلمين في بداية العام أحيانا، ضعف الاتصال مع البيت، عدم وجود وسائل مواصلات وغيرها.
قضية تبقى موقع اختلاف في الآراء، أيهما أجدى في تأمين مستقبل أمثل لأبنائنا، المدارس الخاصة أم المدارس الحكومية.
وأخيرا تبقى الأمانة ، حب العمل والإخلاص واجتهاد الطلبة وذويهم الاساس الاكبر لنجاح التعليم."الرأي
أوائل-توجيهي أردني.
أحدث الموسوعات
