المؤلف:
ندى

عندما كانت القدرة الإلهية تخلق مخلوقات بسيطة ، مثل الديدان ، ربما كان أفضل حال لتكوين تلك الكائنات هو وضع الأعضاء الحسية في مقدمة الجسم بالقرب من فم الحيوان ، وفي مواجهة الطريق الذي يسلكه في أثناء سيره .

ولأن الخلق كان تماماً كانت العناية الإلهية بجعل ذلك منسجماً على الحيوانات العليا ، الأمرالذي يعني أنها كانت هي ذاتها عند الإنسان . وبالجملة ، فإن دماغنا موجود في رأسنا ؛ لأن هذا هو المكان المناسب بسبب وقوع الأذنين والعينين والفم فيه .

غير أن هذا لا يعني أن معدتنا خالية كلياً من العصبونات ، ففي الحقيق ، لدينا قرابة 100 مليون خلية عبية في تلك المنطقة ، وهذه الخلايا تعمل مستقلة نسبياً عن الدماغ ،وتساعد على ضبط حركة الأحشاء من خلال جعل جدار الأمعاء - وهو المكان الذي تعيش فيه تلك الخلايا- تتقلص وترتخي .

اذا تساءلت من قبل ، ما مصدر الصوت الذي تصدره المعدة في بعض الأحيان؟ ستجد الجواب في أن حركة الأحشاء تمزج الطعام الذي تناولناه ، وتجعله سهل الهضم ، وحالما يهضم الطعام جزئيا تؤدي التقلصات إلى تحريكه (مع الفضلات التي تبقى بعد امتصاص جسدنا المواد الغذائية كلها ) عبر أمعائنا